أمالثيا (قمر)

قمر في الفلك


أمالثيا (بالإنجليزية: Amalthea)‏ هو ثالث قمر من أقمار كوكب المشتري حسب بعد المسافة من الكوكب، وقد تم اكتشافه في 9 سبتمبر من العام 1892 للميلاد من قبل إدوارد إيمرسون برنارد[7] . يدور أمالثيا في مدار قريب حول كوكب المشتري، ضمن الحافة الخارجية لحلقة أمالثيا الرقيقة التي تتكون من غبار يخرج من سطحه. يظهر كوكب المشتري هائلًا من سطح أمالثيا. يعتبر أمالثيا أكبر الأقمار الداخلية لكوكب المشتري، وهو ذو شكل غير منتظم، ولونه ضارب إلى الحمرة. يُعتقد أنه يتكون من جليد مسامي به كميات غير معروفة من المواد الأخرى. تشمل تضاريس سطحه حفرًا كبيرة وتلالًا.[8]

أمالثيا
 
صورة للقمر أمالثيا

الاكتشاف
المكتشف إدوارد إيمرسون برنارد
موقع الاكتشاف مرصد ليك  تعديل قيمة خاصية (P65) في ويكي بيانات
تاريخ الاكتشاف 9 سبتمبر 1892[1]  تعديل قيمة خاصية (P575) في ويكي بيانات
التسميات
الأسماء البديلة المشتري الخامس
خصائص المدار
الأوج 182840 كيلومتر  تعديل قيمة خاصية (P2243) في ويكي بيانات
الحضيض 181150 كيلومتر  تعديل قيمة خاصية (P2244) في ويكي بيانات
نصف المحور الرئيسي 181365.84 كيلومتر،  و181400 كيلومتر[3]  تعديل قيمة خاصية (P2233) في ويكي بيانات
الشذوذ المداري .003 19 ± 0.000 04[2]
فترة الدوران 0.498 179 43 ± 0.000 000 07 d (11 h 57 min 23 s)[2]
الميل المداري 0.374 درجة  تعديل قيمة خاصية (P2045) في ويكي بيانات
تابع إلى المشتري  تعديل قيمة خاصية (P397) في ويكي بيانات
الخصائص الفيزيائية
نصف القطر 83.45 كيلومتر[5]  تعديل قيمة خاصية (P2120) في ويكي بيانات
متوسط نصف القطر 181 365.84 ± 0.02 km (2.54 RJ)[2]
الحجم 2430000 كيلومتر مكعب[5]  تعديل قيمة خاصية (P2234) في ويكي بيانات
الكتلة 2.1 زيتاغرام[6]  تعديل قيمة خاصية (P2067) في ويكي بيانات
سرعة الإفلات 26.57 km/s[4]
القدر الظاهري 14.1   تعديل قيمة خاصية (P1215) في ويكي بيانات

التقط المسباران الفضائيتن «فوياجر 1» و«فوياجر 2» صورًا عن قرب لأمالثيا في عام 1979، وحصل العلماء على تفاصيل إضافية بواسطة مسبار الفضاء غاليليو في التسعينيات.[9][10]

التسمية عدل

تمت تسمية هذا القمر نسبة إلى حورية تم ذكرها في الأساطير اليونانية. يُعرف أيضاً هذا القمر باسم المشتري الخامس (بالإنجليزية: Jupiter V)‏[11]

 
صورة ملونة للقمر أمالثيا من المركبة الفضائية فوياجر 1(1979)

التاريخ عدل

الاكتشاف عدل

اكتشف أمالثيا في 9 سبتمبر 1892، بفضل «إدوارد إيمرسون بارنارد»، باستخدام تلسكوب «جيمس ليك» الانكساري بحجم 36 بوصة (91 سم) في مرصد ليك. كان آخر قمر كوكبي يكتشف بالرصد البصري المباشر (خلافًا للتصوير الفوتوغرافي) وكان أول قمر جديد لكوكب المشتري منذ اكتشاف «غاليليو غاليلي» لأقمار غاليليو في عام 1610.[12]

الاسم عدل

سُمي أمالثيا باسم «حورية» من الميثولوجيا الإغريقية، والتي أطعمت الرضيع زيوس (المكافئ اليوناني لجوبيتر)، مستخدمة حليب الماعز. رقمه الروماني هو جوبيتر الخامس. لم يعتمد اسم أمالثيا رسميًا من الاتحاد الفلكي الدولي حتى عام 1976، على الرغم من أنه كان قيد الاستخدام غير الرسمي لعدة عقود. اقتُرِح الاسم في البداية من «كاميلي فلاماريون». قبل عام 1976، كان أمالثيا يُعرف باسم جوبيتر الخامس.[13][14][15][16]

المدار عدل

يدور أمالثيا حول كوكب المشتري على مسافة 181000 كم (2.54 من نصف قطر كوكب المشتري). ينحرف مدار أمالثيا لديه بمقدار 0.003 درجة ويميل 0.37 درجة بالنسبة إلى خط استواء كوكب المشتري. هذه القيم غير الصفرية الملحوظة للميلان والانحراف، وإن كانت صغيرة، فهي غير عادية بالنسبة لقمر داخلي، ويمكن تفسيرها بالتأثير الطوي (الأعمق) لقمر غاليلو، «آيو» «في الماضي، مر أمالثيا عبر عدة أصداء مدارية متوسطة الحركة مع آيو الذي حرض الميلان والانحراف (في الصدى متوسط الحركة، نسبة الفترات المدارية لجسمين هو رقم منطقي)».[10]

يقع مدار أمالثيا قرب الحافة الخارجية لحلقة أمالثيا الرقيقة، والتي تتكون من الغبار الناتج من القمر.[17]

الخصائص الفيزيائية عدل

سطح أمالثيا أحمر للغاية. قد يكون هذا اللون بسبب الكبريت الناشئ عن «آيو» أو بعض المواد الأخرى غير الجليدية. تظهر بقع ساطعة من صبغة أقل حُمرةً على منحدرات أمالثيا الرئيسية، لكن طبيعة هذا اللون غير معروفة حتى اليوم. سطح أمالثيا أكثر إشراقًا بقليل من أسطح الأقمار الداخلية الأخرى لكوكب المشتري. يلاحَظ أيضًا عدم تناسق واضح بين نصف الكره المُوجِه ونصف الكرة المُلاحِق «نصف الكرة الموجه أكثر إشراقًا بمقدار 1.3 مرة من نصف الكرة المُلاحِق». من المحتمل أن سبب عدم التناسق هو السرعة العالية وتكرار الصدمات على نصف الكرة المُوجِه، والتي استخرجت مادة ساطعة «من المفترض أنها جليد» من داخل القمر.[9]

أمالثيا غير منتظم الشكل، بأفضل تقريب لشكل إهليلجي تكون قياساته 250 × 146 × 128 كم. تتراوح مساحة سطح أمالثيا بين 88000 و170000 كيلومتر مربع، أو ما يقارب 130000 كيلومتر مربع. مثل جميع أقمار كوكب المشتري الداخلية الأخرى، فهو مقيد مديًا تمامًا مع المشتري، ويشير المحور الطويل إلى كوكب المشتري في جميع الأوقات. سطحه مشوه بسبب الفوهات، وبعضها كبير جدًا بالنسبة لحجم القمر «يبلغ قطر الحفرة الأكبر «بان» 100 كيلومتر وعمقها 8 كيلومترات على الأقل. طول قطر فوهة «غايا» 80 كم، ومن المرجح أن يبلغ عمقها ضعف عمق بان». لأمالثيا العديد من النقاط المضيئة البارزة، وسمّيت اثنتان منها: «ليكتوس فاكولا» و«إيدا فاكولا»، وقد يصل قطر كل منها إلى 25 كم، وتقعان على حافة التلال.[9]

قاد شكل أمالثيا غير المنتظم وحجمه الكبير في الماضي إلى استنتاج أنه جرم قوي وصلب إلى حد ما، وجادل العلماء بأن جرمًا مكونًا من الجليد أو مواد ضعيفة أخرى كان سيتحول إلى شكل أكثر كروية بجاذبيته الخاصة. ومع ذلك، في 5 نوفمبر 2002، مر مسبار غاليليو بمحاذاته بشكل مستهدف على بعد 160 كم من أمالثيا، واستغل العلماء انحراف مداره لحساب كتلته (قُدّر حجمه سابقًا بتحليل دقيق لجميع الصور الموجودة). وجد العلماء أن كثافة أمالثيا منخفضة وتصل إلى 0.86 جرام/سم مكعب، لذلك فهو إما جرم جليدي نسبيًا أو «كومة من الأنقاض» يسهل اختراقها أو (على الأرجح) شيء بينهما. تشير القياسات الحديثة لأطياف الأشعة تحت الحمراء من مرصد «سوبارو» إلى أن القمر يحتوي بالفعل على فلذات هيدرية، ما يشير إلى أنه لا يمكن أن يكون تشكل في موقعه الحالي، لأن كوكب المشتري كان سيذيبه. لذلك، من المحتمل أنه تشكل بعيدًا عن الكوكب أو أن يكون جرمًا من المجموعة الشمسية التقطه المشتري. لم تُلتقط أي صور خلال المرور المجاور لمسبار غاليليو (بسبب التلف الناتج عن الإشعاع في يناير 2002)، ودقة الصور الأخرى المتاحة منخفضة بشكل عام.[9][10]

يشع أمالثيا حرارة أكثر قليلاً مما يتلقاه من الشمس، بسبب تأثير تدفق حرارة «يوفيان» (أقل من 9 كلفن)، وضوء الشمس المنعكس من الكوكب (أقل من 5 كلفن)، وقذف الجسيمات المشحونة (أقل من 2 كلفن). وهي سمة مشتركة مع «آيو»، على الرغم من أن الأسباب مختلفة.[18]

التضاريس الجيولوجية المحددة عدل

توجد أربع تضاريس جيولوجية محددة في أمالثيا «فوهتان واثنتان من الصياخد (نقاط مضيئة). وتقع الفوهتان على حافة سلسلة من التلال على الجانب الذي لا يقابل كوكب المشتري.

الصلة مع حلقات كوكب المشتري عدل

نظرًا لقوة المد والجزر التي يفرضها كوكب المشتري، وكثافة أمالثيا المنخفضة، والشكل غير المنتظم، فسرعة الإفلات عند نقاط سطحه الأقرب إليه والأبعد من كوكب المشتري لا تزيد عن 1 م/ث، ويمكن أن يفلت الغبار منها بسهولة، مثل آثار النيازك الصغيرة. يشكل هذا الغبار حلقة أمالثيا الرقيقة.

اكتشف الماسح النجمي في مسبار غاليليو أثناء تحليقه المحاذي لأمالثيا تسع ومضات تبدو وكأنها أقمار صغيرة بالقرب من مدار أمالثيا. لا يمكن قياس مسافاتها الحقيقية، نظرًا لأنها رُصدت من موقع واحد فحسب. قد تكون بحجم الحصى أو بحجم ملعب. أصولها غير معروفة، ولكن ربما التقطها المشتري بتأثير جاذبيته لتصبح ضمن في مدارها الحالي، أو ربما تشظت من اصطدامات النيازك بأمالثيا. في المدار التالي والأخير (ساعة واحدة فقط قبل التدمير)، اكتشف غاليليو قمرًا صغيرًا آخر. ومع ذلك، هذه المرة كان أمالثيا على الجانب الآخر من المشتري، لذلك من المحتمل أن الجسيمات تشكل حلقة حول المشتري بالقرب من مدار أمالثيا.[19]

المراجع عدل

  1. ^ Arthur Berry (1898), A Short History of Astronomy (بالإنجليزية البريطانية), London: John Murray, QID:Q19025604
  2. ^ أ ب ت Cooper، N.J. (2006). "Cassini ISS astrometric observations of the inner jovian satellites, Amalthea and Thebe". Icarus. ج. 181: 223–234. DOI:10.1016/j.icarus.2005.11.007. مؤرشف من الأصل في 2019-07-30. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |مؤلفين مشاركين= تم تجاهله يقترح استخدام |authors= (مساعدة)
  3. ^ https://nssdc.gsfc.nasa.gov/planetary/factsheet/joviansatfact.html. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  4. ^ تم حسابه اعتماداً على عناصر و معطيات أخرى
  5. ^ أ ب NASA FACTS (بالإنجليزية), National Aeronautics and Space Administration, QID:Q6952408
  6. ^ https://ssd.jpl.nasa.gov/?sat_phys_par. اطلع عليه بتاريخ 2020-09-05. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  7. ^ Simonelli، D.P. (1982). "Amalthea: Implications of the temperature observed by Voyager". Icarus. ج. 54: 524–538. DOI:10.1016/0019-1035(83)90244-0. مؤرشف من الأصل في 2019-07-30.
  8. ^ Barnard 1892.
  9. ^ أ ب ت ث Thomas Burns et al. 1998.
  10. ^ أ ب ت Burns Simonelli et al. 2004.
  11. ^ Barnard، E. E. (1892). "Discovery and Observation of a Fifth Satellite to Jupiter". Astronomical Journal. ج. 12: 81–85. Bibcode:1892AJ.....12...81B. DOI:10.1086/101715. مؤرشف من الأصل في 2019-05-19.
  12. ^ Lick Observatory (1894). A Brief Account of the Lick Observatory of the University of California. The University Press. ص. 7–. مؤرشف من الأصل في 2014-06-10.
  13. ^ Blunck J. (2010). Solar System Moons: Discovery and Mythology نسخة محفوظة 4 مارس 2016 على موقع واي باك مشين. (PDF). Springer. pp. 9–15. بيب كود:2010ssm..book.....B. doi:10.1007/978-3-540-68853-2. ISBN 978-3-540-68852-5. "نسخة مؤرشفة" (PDF). مؤرشف من الأصل في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2019-11-16.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  14. ^ Flammarion C.; Kowal C.; Blunck J. (7 October 1975). "Satellites of Jupiter". IAU Circular. Central Bureau for Astronomical Telegrams. Archived from the original on 22 February 2014. Retrieved 17 October 2014. (بيب كود1975IAUC.2846....6F)
  15. ^ "Planet and Satellite Names and Discoverers". Gazetteer of Planetary Nomenclature. International Astronomical Union (IAU) Working Group for Planetary System Nomenclature (WGPSN). Archived from the original on 21 August 2014. Retrieved 8 October 2014. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-01-04. اطلع عليه بتاريخ 2019-11-16.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  16. ^ "Planet and Satellite Names and Discoverers". Gazetteer of Planetary Nomenclature. International Astronomical Union (IAU) Working Group for Planetary System Nomenclature (WGPSN). مؤرشف من الأصل في 2014-08-21. اطلع عليه بتاريخ 2014-10-08.
  17. ^ Burns Showalter et al. 1999.
  18. ^ Swiss Cheese Moon.
  19. ^ Emily Lakdawalla (17 May 2013). "A serendipitous observation of tiny rocks in Jupiter's orbit by Galileo". The Planetary Society. Archived from the original on 14 August 2014. Retrieved 14 October 2014. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2019-12-16. اطلع عليه بتاريخ 2019-11-16.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)

وصلات خارجية عدل